جسد المرأة ثورة

جسد المرأة ثورة

لوحة الحرية تقود الشعب للرسام اوجين ديلاكروا آسياد لذكرى ثورة يوليو الفرنسية 


يلاحظ الناظر لليمن من خارجه، أنه وطن لا يقطنه إلا الذكور، فهم الساسة وقادة المليشيات والتجار ورجال الدين والموظفون والعمال وكل شيء حرفيًا، قل أن تجد امرأة في شارع أو مجلس أو اجتماع. وطن أعطب إحدى رئتيه ليتنفس بواحدة، ألغى نصف عقله فأصبحت لغة الحرب والغاب هي السائدة، قطع إحدى رجليه، واتخذ بدلًا منها عكازًا، يصارع المضي في طرق الحياة، وحينما كانت تُذكر اليمن، كان يُقرن مع اسمها (السعيدة)، السعيدة بالمساواة والحكم المتساوي والعدل السائد، السعيدة ببلقيس وأروى وغيرهما.

صورة تمثال للملكة بلقيس ملكة سبأ


ولم تلبث اليمن طويلًا حتى ساد فيها الحكم والنزعة الذكورية، أمعنوا في ظلم المرأة كلما غاصوا عميقًا في دهاليز الجهل وظلماته، استبدلوا عقولهم بأوامر الإسلام المجحفة في حق المرأة، والتي أباحت اغتصاب الزوجة وضربها وزواج القاصرات، وتم تصنيف المرأة على أنها ناقصة عقل ودين، وأنها عار وعرة، تُقبل وتُدبر في صورة شيطان، عبارة عن أمَة بين يدي سيدها، عليها الطاعة والإذعان. تطور الأمر سوءا، وانضم لما سبق عادات وتقاليد آثمة، أقصت المرأة عن المشهد العام للمجتمع، جعلوا منها أداة للتفريخ، صنعوا منها جسدا للمتعة والجنس، بلا روح أو مشاعر، منعوها من العمل والكسب، أو التحصيل والعلم، أضافوا لجهلهم جهلا، فعم الشر وانتشر الفساد.


صورة لحال نساء اليمن اليوم صامدات امام الفقر والجوع و العبودية



يُضاهي كل ماسبق ويُقارعه، الحراك النسوي الصاعد عربيًا، وإن كان يتفاوت من دولة لأخرى في الوطن العربي، إلا أن الملاحظ أن اليمن تقع في أسفل القائمة، من حيث ضعف انتشار الحركة النسوية، وخاصة في الداخل اليمني. هناك أكثر من تكتل نسوي، لكن أغلبها يُزاول نشاطه من الخارج، كون اليمن أصبحت مرتعًا للحراكات الدينية المتشددة والمليشيات التي أسقطت ماتبقى من مسمى الدولة اليمنية. المنظمات النسوية (القليلة) العاملة في الداخل، تتسم بتحركات مدروسة حذرة، كون الأضواء داخليا مسلطًا عليها، وقد يتم إغلاقها في غمضة عين، يبقى مسؤولية التحرك الحقيقي على كاهل الحركات النسوية اليمنية في الخارج، كونها تمتلك الكلمة والمساحة الكافية للتحرك.


صورة لإتحاد نساء اليمن ومن يديرها هم ذكور قبائل اليمن
 


حراك التعري هو تعبير صارخ في وجه ظلم الحكم الذكوري، يصرخ بأن جسد المرأة مِلك لها، لها حق التصرف فيه، سِتره أو إضهاره، شأن يخصها، ويخصها هي وحدها، لا سلطة للدولة ولا للقانون ولا للعادات والتقاليد ولا للأديان والذكور عليه، فهو أشبه بالتذمر من كل المداهانات والتدرج في التغيير والمطالبة بالحقوق المسلوبة.


ثورة التعري والحرية الجنسية هي قاصمة الظهر للذكورية بل وقفز على كل المطالبات ذات الطابع التدريجي الممل، لا وقت للمطالبة بحق المرأة في التعليم، ثم بعد منحهم لها حق التعليم، يتم الإنتقال بالمطالبة بحقها في مساواة الرجل بالميراث أو الطلاق أو الخ .....، متى ما امتلكت المرأة جسدها وقراراتها في جسدها، بقية الحقوق ستأتي ضمنًا.


صورة تعري لنسويات أوكرانيات في فرنسا تضامنًا مع نساء العرب 

وختامًا من العبث المطالبة باسترجاع الحقوق المسلوبة من سارقيها، الحقوق تُنزع، ومتى ماكان للمرأة إرداة حقة، فلا صاد لها، فهي كالنهر الجارف يحول مايمر عليه إلى ذات الماسر، وكما قال شوقي: و ما نيل المطالب بالتمنى ولكن تُأخذ الدنيا غِلابا.

تعليقات

  1. انا لا الومك على كتاباتك بل على ج و ج ل لانه سمح لاشخاص دون مستوى تعليمي وبحجمك بالكتابه في موسوعاتهم.
    م ل ح د ه الى الج ح يم أن شاء الله

    ردحذف
    الردود
    1. لا وجود لجحيمك ولالاهك :) أنتم مرضى نفسانيين

      حذف
  2. انتي الي جسمك فتنة ويستحق الثورة🤤

    ردحذف
  3. مقال رائع ومثري يدل على وعي ومعرفة كبيرة جدا باسلوب سلس

    ردحذف
  4. يبنت القحبه امسحي اسم اليافعي ولا هاذا حسابك بسحبه.

    ردحذف
  5. كلام كبير من قحبه كبيره

    ردحذف
  6. تحيتي كل الأعراف والأخلاق الانسانيه بعدين انتي يمنيه لازم تحفضي وجه اليمن وإذا لابد لازم تغير اسمك وقبيلتك غاليه وعريقه

    ردحذف
  7. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف

إرسال تعليق